كفت الثياب

عنوان الفتوى: ما معنى الكفت في الصلاة؟
صاحب الفتوى: عبد التواب من : مصر
الفتوى: ما معنى الكفت؟ وهل هو خاص بالثياب فقط؟ وما حكمه داخل الصلاة وخارجها؟ أرجو من فضيلتكم توضيح المسألة؟. وجزاكم الله خيراً.



الــــــــــــــــــرد:



أجاب على هذه الفتوى فضيلة الشيخ/ حجازي إبراهيم


من علماء الأزهر الشريف وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الكفت: هو الضم سواء أكان ضم الثياب عند الركوع والسجود أم ضم الشعر، جاء في الحديث: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ الْجَبْهَةِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ - وَالْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ وَلاَ نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَلاَ الشَّعْرَ».

وَالْحِكْمَة فِي النَّهْي عَنْهُ أَنَّ الشَّعْر يَسْجُد مَعَهُ، وَلِهَذَا مَثَّلَهُ بِاَلَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوف. وأن المصلي إِذَا رَفَعَ ثَوْبه وَشَعْره عَنْ مُبَاشَرَة الْأَرْض أَشْبَهَ الْمُتَكَبِّر.

وأما حكمه فقد جاء في الفقه على المذاهب الأربعة: أن من مكروهات الصلاة تشمير كميه عن ذراعيه وهو مكروه باتفاق إلا أن المالكية: قيَّدوا ذلك بأن يكون لأجل الصلاة، وأما إذا كان مشمرًا قبل الدخول فيها لحاجة، ودخلها كذلك، أو شمر في الصلاة لا لأجلها فلا كراهة.

وقال ابن حجر في الفتح: كره العلماء ذَلِكَ لِلْمُصَلِّي سَوَاء فَعَلَهُ فِي الصَّلَاة، أَوْ قَبْل أَنْ يَدْخُل فِيهَا، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يُفْسِد الصَّلَاة.

وقال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى النَّهْي عَنْ الصَّلَاة، وَثَوْبه مُشَمَّر أَوْ كُمّه أَوْ نَحْوه، أَوْ رَأْسه مَعْقُوص أَوْ مَرْدُود شَعْره تَحْت عِمَامَته أَوْ نَحْو ذَلِكَ فَكُلّ هَذَا مَنْهِيّ عَنْهُ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاء، وَهُوَ كَرَاهَة تَنْزِيه، فَلَوْ صَلَّى كَذَلِكَ فَقَدْ أَسَاءَ، وَصَحَّتْ صَلَاته.

هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

Share |