هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 حكم واضع الحديث وحكم رواية الحديث الموضوع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو اسلام

ابو اسلام


العقرب الخنزير
عدد المساهمات : 270
تاريخ الميلاد : 27/10/1983
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 40

حكم واضع الحديث وحكم رواية الحديث الموضوع Empty
مُساهمةموضوع: حكم واضع الحديث وحكم رواية الحديث الموضوع   حكم واضع الحديث وحكم رواية الحديث الموضوع Icon_minitime1الأربعاء أكتوبر 20, 2010 12:02 am

المحاضرة الثالثة والعشرون من مصطلح الحديث للـ أ.د عبد الرحمن البر 2010-10-19

شاهد الجزء الأول من الحلقة (فلاش)

شاهد الجزء الثاني من الحلقة (فلاش)

سادساً: حكم واضع الحديث وحكم رواية الحديث الموضوع:

أجمع العلماء على تحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتبار ذلك من أكبر الكبائر، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»([1]).

وذهب بعض العلماء إلى تكفير الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء كذب عليه في أمور العقيدة أو غيرها.

ويرى آخرون أنه يكفر لو تعمد الوضع في العقائد فقط.

ومن ثبت كذبه في حديث واحد رُدَّتْ أحاديثه، وبطل الاحتجاج بها جميعا.

ولا فرق في تحريم الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم بين ما كان في الأحكام العملية أو في الترغيب والترهيب والفضائل، فكله حرام من أكبر الكبائر بإجماع المسلمين الذين يُعْتَدُّ بهم، خلافاً للكرَّامية (أتباع مبتدع يُسمى محمد بن كرَّام) في زعمهم الباطل أنه يجوز الوضع في الترغيب والترهيب، وتابعهم بعض الجهلة الذين ينسبون أنفسهم إلى الزهد والتعبد، ومنهم من زعم أنه جاء في رواية([2]) «من كذب عليَّ متعمداً ليُضِلَّ به الناس»، وتمسكوا بهذه الزيادة، وقالوا: إنما نكذب له لا عليه. وهذا فهم فاسد مخالفٌ لإجماع أهل العلم، وفيه جهلٌ بلسان العرب ومعاني خطاب الشرع، فإن كل ذلك كذب في اللغة وفي الشرع.

وأما هذه الزيادة التي يتعلقون بها فقد أجاب العلماء عنها بعدة أجوبة، أحدها: أنها زيادة باطلة اتفق الحفاظ على بطلانها، والثاني: قال الطحاوي: ولو صحت لكانت للتأكيد، كقوله تعالى (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (الأنعام:144)، والجواب الثالث: أن اللام في (ليضل) ليست لام التعليل، بل لام الصيرورة والعاقبة، والمعنى على هذا: يصير كذبُه إلى الضلال به.

رواية التائب من الكذب:

اختلف العلماء في قبول رواية التائب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمال بعضهم إلى عدم قبول روايته ولو ظهرت توبتُه؛ زجراً له ولغيره عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لكن فريقاً آخر من أهل العلم ذهب إلى أنه لو تاب وحسنت توبته بشروطها المعروفة فإنه تُقبَل روايتُه.

أما رواية الحديث الموضوع:

فهي حرامٌ، إلا إذا قصد الراوي بيان وضعها لتحذير الناس منها، وراوي الحديث الموضوع من غير بيان حاله - إذا علم أنه موضوع - هو شريك في الإثم لمن وضعه؛ لما أخرجه مسلمٌ وغيره عن سَمُرة بن جُندب والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال([3]): «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِيْن». وقوله (الكاذبين) هو بالجمع وبالتثنية.

لهذا كان الصالحون يَحْذَرون أشدَّ الحَذَر من رواية الحديث الموضوع، وكانوا لا يسكتون على شيء من ذلك، ويجتهدون في بيان الموضوع غاية الاجتهاد؛ حتى لا يغترَّ الناس به.

سابعاً: المصنفات في الأحاديث الموضوعة:

صنف العلماء كتباً كثيرةً في الأحاديث الموضوعة، وبيَّنوا علة كل منها، والراويَ الذي هو آفة هذا الحديث أو ذاك، وهاك بعضَ أشهرِ تلك المصنفات:

1 - تذكرة الموضوعات: لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي (المتوفى سنة 507) وهو أقدم مصنف في هذا الباب.

2 - الموضوعات الكبرى: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (المتوفى سنة 597)، وهو أشهر المؤلفات في هذا الباب.

3 - اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: لأبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى سنة911) وهو اختصار لكتاب ابن الجوزي مع تعقبات عليه.

4 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة: لأبي الحسن علي بن محمد بن عِراق الكناني (المتوفى سنة 963) وهو من أجود الكتب في الباب.

5 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: لمحمد بن علي الشوكاني (المتوفى سنة 1250)، وقد جمع فيه الشوكاني ما تضمنته الكتب السابقة عليه، على سبيل الاختصار.

تنـبـيـه: في نهاية الكلام على الحديث الموضوع ينبغي التنبيه على أمر مهم، وهو أن الإمام أبا الفرج ابن الجوزي رحمه الله قد تساهل في وصف بعض الأحاديث بالوضع في كتابه (الموضوعات الكبرى)، فأورد فيه أحاديث لا تبلغ أن تكون من الموضوعات، بل بعضها حسن، وبعضها صحيح، بل أورد فيه حديثاً من صحيح مسلم وآخر من صحيح البخاري.

وقد تعقبه العلماء في ذلك، وصنف الحافظ ابن حجر العسقلاني كتابا في الأحاديث التي أوردها ابن الجوزي في موضوعاته، وهي في مسند الإمام أحمد بن حنبل، وبيّن ابن حجر أنها لا تبلغ درجة الوضع، وسمَّى هذا الكتاب (القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد)، فجزى الله الجميع كل خير.

المبحث الثاني

الحـديث الضعـيف

1- تعريفه:

في اللغة: مشتق من (الضَّعف) أو (الضُّعف) بفتح الضاد وضمها، والضعف عكس القوة والصحة، وهو حقيقي في المحسوسات مجازي في المعنويات.

وفي الاصطلاح: هو الحديث الذي فقد شرطاً من شروط الحديث المقبول.

وشروط الحديث المقبول ستة، وهي الخمسة المشروطة في الصحيح أو الحسن، إضافة إلى الشرط السادس الذي يترقَّى به الحديثُ إلى الحسن لغيره وهو وجود عاضدٍ من متابعٍ أو شاهدٍ للحديث الضعيف، فإذا فقد الحديثُ شرطاً من الشروط الخمسة، ولم نعثر على إسنادٍ أو حديثٍ آخر يتقوَّى به الحديث، حكمنا عليه بالضعف.

فإذا فقد الحديث شرطَ اتصالِ السند نتج عن ذلك ستةُ أنواع: المرسَل، والمنقطع، والْمُعْضَل، والمعلَّق، والمدلَّس، والمرسَل الخفي.

وإذا فقد شرطَ العدالة في الراوي أو اختل ضبطُ الراوي نتج عن ذلك أنواع من أهمها: المقلوب، والمدرَج، والمتروك، والمضطرب، والمصَحَّف.

وإذا فقد شرطَ السلامة من الشذوذ ومن العلة نتج عن ذلك الشاذُّ والمنكرُ والْمُعَلّ.

وإذا جمع أكثرَ من سببٍ للضعف نتج عن ذلك أنواعٌ أخرى.

وقبل الحديث عن أقسام الحديث الضعيف تفصيلاً يجدر بنا أن نتعرف على الحقائق التالية:

2 - هل ضعف الحديث يعني الجزمَ بأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يقُلْه أو لم يفعَلْه؟

لا؛ ليس معنى ضعفِ الحديث القطعَ بعدم صحة نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنّ الضعفَ يعني أن في الحديث راوياً في ضبطه أو عدالته شيئٌ أو عُرِف بكثرة الخطأ في روايته، أو أنه جاء مخالفاً لما هو أصحُّ منه، فيردّه العلماءُ احتياطاً لدين الله عز وجل، وليس اعتقاداً بكذبه، وليس معنى الحكم بالضعف أن الراوي أخطأ حتماً في الحديث المردود، بل خطؤه مُحتمَل، لكن العلماء احتاطوا لدين الله عز وجل ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم غايةَ الاحتياط فردوا روايةَ مَن عُرف بكثرة الخطأ أو قلة الضبط أو قلة المروءة أو الدعوة إلى البدع وغير ذلك من أسباب جرح الراوي.

ومن المعلوم بداهةً أن الكاذب قد يَصْدُق في بعض رواياته، إذ لا يوجد كذوبٌ لا يصدق أبداً، كما لا يوجد ثقةٌ لا يخطئ أبداً، لكننا نأخذ الإنسان بحسب الغالب الظاهر لنا من أحواله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه عن الشيطان الذي علمه قراءة آية الكرسي عند النوم: «أَمَا إِنّه صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ»([4]).

3 - مراتب الضعيف:

ليست الأحاديثُ الضعيفةُ كلُّها على درجةٍ واحدةٍ من الضعف، بل منها الضعيف والواهي والأوهى، والتفاوت يكون بحسب سبب ضعف الراوي، وبحسب تعدُّد الأسباب الموجبة له وبحسب كثرة الضعفاء في السند الواحد، وقد أوصل بعضُ العلماء أنواعَ الحديث الضعيف إلى أكثر من أربعين نوعا منها ما لا سبيل إلى العمل به لشدة ضعفه، ومنها ما يُمْكن أن يُعمَل به في بعض الأبواب من الفضائل والمناقب ونحوها.

4 - أَوْهَى الأسانيد:

ذهب بعض العلماء إلى وصف بعض سلاسل الإسناد بأنها أضعف الأسانيد، وذلك في مقابلة أصح الأسانيد، ومن ذلك:

أ – أوهى الأسانيد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه: صَدَقَة بن موسى الدقيقي، عن فَرْقَد بن يعقوب السَّبَخي، عن مُرَّة الطيب واسمه مرة بن شَراحِيل، عن أبي بكررضي الله عنه.

فصَدَقَةُ ضعيفٌ لا يُحتَج بحديثه، وفَرْقَد ليِّن الحديث، وضعَّفه أكثر العلماء.

ب – أوهى الأسانيد إلى عائشة رضي الله عنها: الحارث بن شِبْل البصري، عن أم النعمان الكندية، عن عائشة رضي الله عنها.

فالحارث ضعفه جمهور العلماء، وليس بمعروف بالحديث، ولم يَرِدْ له توثيقٌ إلا ذكر ابن حبان له في الثقات، ولم يَرْوِ عن أم النعمان الكندية غيرُه.

ج – أوهى الأسانيد إلى أبي هريرة صلى الله عليه وسلم: السَّرِيّ بن إسماعيل الهمْداني، عن داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأَوْدي، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

فالسَّرِيُّ متروكُ الحديث، وداود ضعيف.

د – أوهى الأسانيد إلى أنس بن مالك رضي الله عنه: داود بن الْمُحَبَّر الثقفي البصري، عن أبيه، عن أَبَان بن أبي عيَّاش البصري، عن أنس رضي الله عنه.

فداود متروكُ الحديث، وقد صنَّف كتاباً في العقل أكثرُه موضوعات، وأبوه المُحَبَّرُ بن قَحْذَم هالِكٌ، وأَبَانُ متروكُ الحديث.

هـ – أوهى الأسانيد إلى ابن عباس رضي الله عنهم: ما رواه محمد بن مروان المعروف بالسُّدِّي الصغير، عن محمد بن السائب الكَلْبِي، عن أبي صالح بَاذَام، عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهم.

فالسُّدِّي متروكٌ اتهمه العلماء بالكذب، والكلبيُّ تركه بعض العلماء وكذَّبه بعضهم، وأبو صالح ضعيفٌ، ولذلك فهو إسناد ضعيفٌ جداً بل قريبٌ من الوضع.

وقال ابن حجر عن هذه السلسة: هذه سلسلة الكذب، لا سلسلة الذهب.

و– أوهى الأسانيد إلى أهل البيت: عَمْرو بن شَمِر الجُعْفِي، عن جابر بن يزيد الجُعْفِي، عن الحارث بن عبد الله الأعْوَر الهمْداني، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

فعمرو منكَرُ الحديث رافِضِيٌّ لا تَحِلُّ الروايةُ عنه، وجابرٌ ضعيفٌ رافِضِيٌّ، والحارثُ كذَّبه الشعبيُّ وفي حديثه ضَعْف.

ز – أوهى أسانيد المصريين: ما رواه أحمد بن محمد بن حجاج بن رِشْدِين بن سعد، عن أبيه، عن جده رِشْدِين، عن قُرَّة بن حَيْوِيل.

فأحمدُ ضعيفٌ، وأبوه في حديثه نظرٌ، وجدُّه رِشْدِينُ ضعيفٌ، وقُرَّةُ صدوقٌ له مناكير.

ح – أوهى أسانيد أهل الشام: ما رواه محمد بن قيس المصلوب، عن عُبَيْد الله بن زَحْرٍ، عن علي بن يزيد الألْهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أُمامة الباهلي صُدَيّ بن عَجْلان رضي الله عنه.

فمحمد بن قيس كان وضاعاً كذاباً وقد صُلب بسبب زندقته، وعُبيْد الله بن زَحْر مختلَفٌ في توثيقه والأكثرون على تضعيفه، وعلي بن زيد ضعيفٌ وتركه بعضُ العلماء، أما القاسم فهو صدوقٌ كثيرُ الإرسال.

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) سبق تخريجه.

([2]) ذكره الهيثمي في المجمع 1/144، وعزاه للبزار، وقال رجاله رجال الصحيح وفي 1/146، وعزاه للطبراني في الكبير عن عمر بن عبسة وإسناده حسن، ورواه أيضا عن عمر بن حريث وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف.

([3]) مسلم:باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين والتحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/9.

([4]) البخاري في كتاب: الوكالة، باب:: إذا وكل رجلا فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل فهو جائز وإن أقرضه إلى أجل مسمى جاز 4/487(2311).

موضوعات متعلقة
المحاضرة الثامنة عشر من النحو التطبيقي للدكتور حمدي فتوح والي

المحاضرة التاسعة عشر من تاريخ التشريع للدكتور علي علي غازي

المحاضرة التاسعة عشر من النحو التطبيقي للدكتور حمدي والي

المحاضرة العشرون من النحو التطبيقي للدكتور حمدي فتوح والي


Share |

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكم واضع الحديث وحكم رواية الحديث الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مهم جداً يرجى الأخذ بعين الإعتبار وعدم ترك الموضوع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: •.♥.•°¨'*·~-.¸¸,.-~ طريقك الى الجنة ~-.¸¸,.-~*'°•.♥.•° :: !{ علوم القرآن والحديث والفقة .. :: حديث-
انتقل الى: